لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات النفسية » الاضطرابات النفسيه للراشدين

27 - صفر - 1431 هـ:: 12 - فبراير - 2010

كيف أندمج في مجتمع جديد و أنا غريبة عنه؟

السائلة:سقم

الإستشارة:ياسر بن عبد الكريم بكار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أرسلت لكم من قبل أسأل عن مخاطر المورفين و حقاً لم أتجرأ أن أقدم على هذه الخطوة خوفاً من الإدمان و لكن مشكلتي كبيرة و لا المواجهة ولا الهروب تستطيع حلها و لكن ما أريد أن ترشدوني إليه الآن هو كيف أندمج في مجتمع جديد و أنا غريبة عنه و لا أعرف كيف أتعامل معه اجتماعياً فليس لدي أي شيء أقدمه فحالي أقرب إلى الهاوية و ثقتي شبه معدومة فكيف يمكنني أن أتظاهر على الأقل دون أن أجعل من حولي يشعرون بتدني تقديري لنفسي ؟
وشكراً

الإجابة

الأخت الفاضلة
و عليكم السلام ورحمة الله
مرحبا بك في موقع لها أون لاين وأهلا وسهلا
   بداية أسأل الله العظيم لك الشفاء العاجل.. وأن يكتب لك في كل مشقة أجرا وسعادة في الدنيا والآخرة.
   ما نواجهه في هذه الدنيا من ابتلاء هو من طبيعتها التي لا تنفك عنها. كما أن لنا نحن المسلمون فهم مختلف لها فهي للمؤمن المحتسب يجزيه الله عز وجل عليه أحسن الجزاء.
   هل أنت قلقة من المورفين؟ لو تم أخذ المورفين بالجرعات التي يقررها الطبيب بدون زيادة وفي فترات متقطعة ففيه فائدة كبيرة ولا خوف من الإدمان. أخبري طبيبك بقلقك هذا وسيساعدك بلا شك على وضع خطة مقبولة وآمنة.
   أما ما تحدثت عن أثر هذه الحالة العضوية على حياتك فانا اشعر بهذا وأفهمه تماماً.. أسأل الله العظيم أن يمدك بعون من عنده. أريدك أن تتذكري شيئا مهماً.. في حالة الأزمات تتاح فرصة هامة لكي نُظهر ما وضعه الله عز وجل في أنفسنا من ملكات وقدرات هائلة.. قدراتنا على التلاؤم والقبول ثم ترتيب حياتنا لكي نعيشها بشكل مرضي. حتى نصل إلى هذه المرتبة يجب أن نؤكد على أمور مهمة..
أولاً: علاقتنا بالله العظيم.. وأقصد العلاقة اليومية عبر الدعاء والعبادات المختلفة.. العلاقة المميزة مع الله عز وجل تمنح الشخص قوة هائلة.. حين يستشعر الاتصال مع القوة العظمى.. حين يقف على بابه وهو يعلم أنه لا يرد سائلا أو شاكياً.. عندما تبكي على أعتابه فيمنحك قوة وصفاءً.. هذا ليس للوعظ.. بل حقيقة مجربة ووسيلة ناجحة.. ويبقى السؤال هل سنستخدمها أم لا؟
ثانياً: يعتمد تعاملنا مع الأشياء على طريقة حديثنا مع أنفسنا حولها. الحديث مع النفس طريقة فعالة في برمجة ثقتنا بأنفسنا. عندما تتحدث بشكل سلبي: (أنا مريضة.. ضعيفة.. لماذا أنا؟ ما هذه الحياة التي أعيشها؟ ليتني أموت وأرتاح..) وهكذا سيل من الكلمات السلبية التي تذهب إلى النفس وتبرمجها بشكل سلبي مما يسبب بشكل واضح الشعور بضعف الثقة والهزيمة.
وفي المقابل عندما نتحدث مع أنفسنا بشكل إيجابي.. عندما نكرر: (الحمد لله على كل حال.. أنا أفضل من غيري.. لست ضعيفة ولن اسمح للمرض أن يقهرني.. أنا قوية بما منحني الله من قوة وعزيمة..) وهكذا كلام لا يذهب في الهواء ليعيد برمجة الذات بشكل إيجابي ويمنح ثقة وعزيمة رائعة. ثقي بي وجربيها باستمرار وستجدين نتائج رائعة.
ثالثاً: لا تفقدي اتصالك بالعالم الخارجي عن طريق حضور المناسبات المختلفة ومد العلاقات الاجتماعية مع من تحبين وغير ذلك.. العلاقات الاجتماعية تحتاج منا إلى الصبر والبذل وهي لا تأتي كما يعتقد بعض الناس هكذا لوحدها دون جهد. مهما كنت ستجدين من تستطيعين الحديث معه بود واحترام وتشاركينه بعض الاهتمامات.
ختاماً: هناك أمر في غاية الأهمية.. كلنا معرضون في مرحلة من مراحل حياتنا بان نصاب بالاكتئاب وهو مرض كسائر الأمراض ويحتاج إلى علاج فوري لما له اثر على المرض العضوي وعلى عالمنا الداخلي وطريقة رؤيتنا للعالم الخارجي من أشخاص وأحداث ومستقبل.
   أرجو أن تعطي هذا الموضوع عناية خاصة لأنني لمحت بعض أعراضه من كلامك.. قومي بمراجعة أعراض الاكتئاب وستجدينها في أكثر من مكان في هذا الموقع أو مواقع أخرى على الإنترنت.. تأكدي من انك لا تعانين من أعراض الاكتئاب.. وإذا كان هناك بعض أعراضه فأرجو ألا تترددي بزيارة الطبيب النفسي للتأكد والتشخيص الصحيح والعلاج عند الحاجة.. الأمر مهم ولا يحتمل التأخير.. أتمنى لك الشفاء والصحة والعافية.. وأهلا بك في موقع (لها أون لاين).